الأربعاء، 3 أغسطس 2016
هذا ما تعلمته من تجربتي كتلميذ علوم رياضية
سواء كنت مقبلا على الأولى بكالوريا أو لا، لابد لك أن تدرك آفاق الشعب المفتوحة أمامك، ومن بين هذه الشعب توجد شعبة العلوم الرياضية والتي يتساءل مجموعة من التلاميذ حولها.
في هذا المقال سأحاول أن أقدم كل ما أمتلكه من معلومات حول هذه الشعبة بحكم تجربتي في فيها لمدة سنتين.
متى يجب أن أفكر في التوجه نحو شعبة العلوم الرياضية ؟
قبل أن تفكر في التوجيه، عليك أن تفكر فيما تريد أن تصبح مستقبلا، فمثلا لو كنت تود أن تصبح طبيبا بإذن الله فلا داعي للتوجه لشعبة العلوم الرياضية، إذ أن كلية الطب لا تفرق بين الشعبتين، ولا تعطي إمتيازا لشعبة العلوم الرياضية ( إلى حد الساعة - 2016 ). كذلك الأمر بالنسبة لمجموعة من المدارس الأخرى.
إذا فالأمر واضح، كل شيء يتعلق دائما برغبة التلميذ.
لست متفوقا في مادتي الرياضيات والفيزياء، لكنني متفوق في كل المواد الأخرى، هل يمكنني التوجه إلى شعبة العلوم الرياضية ؟
صراحة، الأمر ممكن، إذ أن العديد من التلاميذ يتوجهون في الأولى بكالوريا إلى شعبة العلوم الرياضية ثم في الثانية بكالوريا يتوجهون مرة أخرى إلى العلوم الفيزيائية، وأنصحك بهذا.
لكن لا تتخذ هذا القرار إلا وأنت مستعد للعمل بجد، فالتوجه إلى العلوم الرياضية فقط غير كاف لتحسين مهاراتك في الرياضيات والفيزياء، بل يجب عليك أن تعمل أكثر من زملائك في القسم لكي تواكب مستواهم.
المهم هو أنك إذا كنت ستتوجه إلى العلوم الرياضية لإكتساب صفة تلميذ علوم رياضية فقط دون جد وعمل، فلا تتعب نفسك، إذ أنها خطة جد فاشلة.
ما الفرق بين دروس العلوم الرياضية والعلوم الفيزيائية ؟ وهل ستؤثر في قبولي في الكليات إذا لم أكن في شعبة العلوم الرياضية ؟
الفرق بين الشعبتين الفيزيائية والرياضية يوجد فقط على مستوى الرياضيات، وليس في كل الدروس، إذ هناك دروس لا تدرس للعلوم الفيزيائية ولكنها تدرس للرياضية والعكس صحيح.
أما بالنسبة لتأثير هذه الدروس على قبولك في الكليات مثل كلية الطب والمدرسة الوطنية للأعمال التطبيقية ENSA، ففعلا ستؤثر، لكن حلها سهل، إذ أن هنالك بعض الأساتذة الذي يقدمون دعم في آخر السنة وقبل المباراة بثمن 500 درهم غالبا، ويقومون بمراجعة الدروس مع التلاميذ بالإضافة إلى شرح الدروس الأخرى التي لم تدرس، كما يقومون بالإشتغال على النماذج السابقة للكليات المرغوبة، وأعرف عدة تلاميذ قامو بما سبق وقبلوا في المدرسة الوطنية للأعمال التطبيقية.
ما الخطأ الذي ارتكبته شخصيا بعد ولوجي هذه الشعبة ؟
أكبر خطأ يمكن ارتكابه بعد ولوجك هذه الشعبة هو مقارنة نفسك بالآخرين، إذ لا يعلم ظروف الآخرين إلا الله سبحانه، فهنالك من يستفيد من دروس الدعم لمادتي الرياضيات والفيزياء طيلة مسيرته الدراسية، بالإضافة إلى أشخاص آخرين يكون لهم أستاذ خاص يتتبعهم منذ نعومة أظافرهم، وهنالك آخرون من وهبهم الله حب الرياضيات. إذا فلا تقارن نفسك بهم، قارن نفسك فقط بين اليوم والأمس، فأكبر عدو لك في هذا الكون هو نفسك البارحة، لذلك إعمل كل يوم لتخالف نفسك البارحة وتكون أفضل منه.هل فعلا يجب علي أن أسهر الليالي حتى أتفوق في هذه المادة ؟
شخصيا، لا أنصح أبدا أبدا أبدا بالسهر، إذ أنه كالموت البطيء، فهنالك تلاميذ يسهرون الليالي طوال العام ومن ثم يصيبهم عياء كبير في آخر السنة قبيل الامتحان الوطني، أي يصيبهم العياء في اللحظات المصيرية. لذلك أنصحك بأن لا تتعدى نهائيا منتصف الليل، وكيفما كانت الظروف.
ومن الأفضل لك ولمسيرتك الدراسية أن تتجنب كليا الإلكترونيات سواء مشاهدة التلفاز قبل منتصف الليل أو استعمال الحاسوب أو الهاتف، حتى لو كنت تستعمله لإيجاد التمارين، فيفضل البحث عنها نهارا ومن ثم طباعتها.
في حالة عدم القدرة على إتمام واجباتك المنزلية يفضل القيام بها بعد صلاة الفجر عوض السهر إلى الثالثة صباحا أو عدم النوم نهائيا، إذ هذا الأخير يعتبر دمارا شاملا لنفسك.
خلاصة الأمر هو أن تتبع ما الذي تريده، فالتوجه نحو شعبة لا تناسب ميولك لا يفيد في شي نهائيا، فيفضل أن تفعل في هذ الحياة ما تريد وما يناسبك ويريحك، ولا تحكم على أي مجال أنه لن يحقق لك مستوى المعيشة الذي تريد، بل على العكس من ذلك، هنالك أشخاص قاموا بما يحبونه في هذه الحياة ووصلوا إلى العالمية، لذلك رجاء قم بالتوجه نحو شيء تحبه، شيء يجعلك سعيد وأنت تقوم به (غير النوم والراحة طبعا).