الاثنين، 25 يوليو 2016
كيفية إنشاء الكورسات المدفوعة والربح منها
في الآونة الأخيرة عرفت الكورسات انتشارا كبيرا على الأنترنت، إذا أصبح كل شخص له دراية بمجال معين يحاول أن ينشئ كورساته الخاصة ويجعل منها مصدر دخل له، وهذا حلم كل مدون أو كاتب. لذلك إليك خمسة أخطاء يرتكبها هؤلاء المدونين خلال إنشائهم للكورسات.
1- عدم التفكير الجيد فيما ينتظره القارئ:
عندما تقوم بإنشاء الكورس الخاص بك، عليك التفكير أولا في القراء الذين سيشترون الكورس، من هم ؟ وهل لهم دراية مسبقة بالمجال الذي يتناوله الكورس ؟ وما هي النتيجو التي ينتظرونه بعد انتهائهم من قراءته ؟إذا كنت تود فعلا أن يتعلم القراء من الكورس الخاص بك، وتكون نسبة مبيعاته مرتفعة، فعليك أن تجعل المعلومة التي تقدمها لهؤلاء القراء تلبي حاجاتهم بشكل دقيق.
تخيل معي أنك تنشئ كورسا متعلقا بمجال التعذية، إذا لا شك أن هنالك فرقا شاسعا بين كتابة هذا الكورس ليستهدف الرياضيين المحترفين الذي يرغبون بضبط دقيق لحميتهم الغذائية، وبين شخص يعاني البدانة لسنوات عديدة ويحتاج للإنطلاق من الصفر لخسارة الوزن.
عليك التفكير جيدا وبدقة لمن ستقدم هذا الكورس قبل البدء في إنشائه.
2- الكم الكبير من المعلومات
الاحتراف في مجال ما قد يستغرقك سنوات عدة، وأكبر خطأ قد ترتكبه هو أن تحاول مشاركة كل ما تعرفه في هذا المجال في كورس واحد. أعلم أنك تحاول تقديم كل ما تستطيع لقراءك، لكن المشكل هو أنه من المستحيل أن يستقبل قراءك كل هذا الكم من المعلومات، لذلك عليك أن تجزء معرفتك وتقدمها في كورسات متعددة. فمعرفتك التي كونتها في مجالك استغرقتك وقتا طويلا، لذلك لا بأس أن تستغرق قراءك بعض الوقت.المهم هنا، هو أن تركز على تقديم قدر صغير من المعلومات مع التركيز على تقديمها بطريقة متميزة تعلق في ذهن القارئ للأبد.
3- مفهوم خاطئ عن الكورس
الكورس ليس هو المحتوى الجيد ! نعم، لا شك أن الفيديوهات وملفات PDF هي طريقة فعالة لتلقين المعلومة للقراء، لكن الكورس هو شيء أكثر من هذا.قبل البدء بإنشاء الكورس وإنشاء المحتوى، خذ هذه الخطوات بعين الاعتبار:
- ما الدعم الذي سيحتاجه القراء ؟
- كيف تحتفظ بانتباههم لأطول وقت ممكن ؟
- ما الذي سيتحتاجونه قبل قراءة الكورس وبعده ؟
لكي تنشئ كورسا ناجحا، عليك أن تصحح مفهومك لمصطلح "الكورس"، فهو ليس مجرد محتوى فحسب، بل هو رحلة تأخذ فيها قراءك من البداية إلى النهاية, لذلك قبل البدء في إنشائه، فكر في هذه الرحلة بكل تفاصيلها.
4- عدم توفير الدعم للقراء
لا شك أنك رأيت بعض الكورسات التي تجد في صفحة الشراء زرين فقط، زر يشتري المحتوى فقط، وزر يشتري المحتوى مرفقا بالدعم والتوجيه، ولك أن تتخيل فرق الثمن بين الإثنين.وإليك المشكلة، إذا كان هؤلاء البائعون يعلمون أن الدعم سيساعد القراء على تحصيل نتائج أفضل، فلما لا يجعلونه جزءا من الكورس ؟ لماذا يمكن شراء الكورس بدون دعم ؟
إن من أكبر المشكلات التي تواجه التعليم الذاتي عبر الأنترنت هي عدم وجود الدعم، فالقراء يحتاجون إلى شخص يستشيرونه عند الحاجة، فربما يواجهون مشكلة في فهم جزء من المحتوى، أو يعانون من بعض المشاكل التقنية في تطبيق ما تعلموه مثلا.
إذا كنت تعلم أن قراءك سيحتاجون إلى الدعم، أو سيحصلون على نتائج أفضل من خلاله، فعليك أن توفرها لهم بكل تأكيد.
وللقيام بذلك، قم بإنشاء منتدى أو تقديم الدعم عن طريق البريد الالكتروني، أو حتى المكالمات عبر الهاتف (إذا عرف الكورس نجاحا كبيرا).
ملاحظة: في بعض الحالات قد لا يحتاج الكورس للدعم، فربما يكون محتوى الكورس مجرد أساس للمجال. في هذه الحالة يمكنك بيع الكورس دون تقديم الدعم.
5- الإعتقاد بأن بيع الكورسات وسيلة ممتازة لتحقيق دخل مستقر
لا تسيئ فهمي في هذه النقطة، صحيح أن الكورسات وسيلة ممتازة للرفع من مدخولك، لكنها للأسف ليست وسيلة للحصول على مدخول مستقر، ويفضل ألا تبدأ بها.فكما رأيت في النقط السابقة، الكورس ليس مجرد وضع المحتوى على الانترنت والسماح للناس برؤيته مقابل المال، بل تحتاج إلى الترويج له والإجابة على تساؤلات القراء وتوفير الدعم لهم والكثير الكثير.
إذا فبيع الكورسات طريقة جيدة للرفع من مدخولك واستثمار معرفتك، لكنها ليست مصدر دخل قار.
إنشاء الكورسات هي طريقة مناسبة لتوسيع مشروعك وشهرتك، لذلك قبل البدأ تذكر هذه النقط:
- فكر جيدا لمن تقدم تقدم محتةى الكورس وحاجاته
- لا تراكم كل معلوماتك في كورس واحد، فقليل من المعلومات العملية خير من كم هائل من المعلومات الثانوية التي قد لا يصل إليها المبتدئ إلا بعد سنوات من الممارسة.
- فكر في عملية التلقين بأكملها، ليس فقط المحتوى. خذ بعين الاعتبار توفير الدعم للقراء عند الحاجة.